كان في قديم الزمان جماعة يعبدون شجرة يجلسون تحتها ويدورون حولها. فضاق رجل مؤمن بالله بهذه الوثنية فحمل فأسه ليقطع الشجرة فخرج منها شيطان يمنعه من ذلك، ودار بينهما شجار، وأمسك المؤمن بقرن الشيطان، وانتصر عليه.
وعاد إلى بيته ليستريح من المعركة ليستأنف قطعها في اليوم التالي.
وفي اليوم التالي عاد إلى الشجرة فخرج الشيطان منها وقال للرجل المؤمن:
ولماذا تقطعها؟
ما رأيك لو أعطيتك دينارين من الذهب كل يوم.. تجدها تحت مخدتك.
ما رأيك!
ووافق الرجل المؤمن على أن يكف عن محاولة قطع الشجرة..
وفي كل صباح يمد يده تحت المخدة فيجد الدينارين وأسعده ذلك.
ومضى شهر ومن بعده شهر والرجل يجد الدنانير تحت المخدة. وفي يوم مد يده فلم يجد الدينارين فذهب لقطع الشجرة ولقاء الشيطان والقضاء عليه.
ووجد الشيطان وتشابكا بالأيدي.
وإذا بالشيطان يوقع الرجل على الأرض ويجلس على صدره، ووعده الرجل بأن يكف عن محاولة قطع الشجرة وصرف الناس عن عبادتها..
ولما انفض الاشتباك سأل الرجل هذا الشيطان:
كيف استطعت أن تتغلب علي رغم قوتي ورغم أنني طرحتك أرضاً أكثر من مرة قبل ذلك حتى كدت أقضي عليك؟
فقال الشيطان هذه الحكمة البليغة:
«لمّا غضبت لربك وقاتلت لله غلبتني، ولما غضبت لنفسك وقاتلت لنقودك غلبتك. لمّا صارعت لعقيدتك صرعتني، ولما صارعت لمنفعتك صرعتك!