كيس حلوى....

أنطلقت الي المطار مسرعة، الطائرة علي وشك الوصول ولم اصل بعد....لملمتُ أغراضي وجاهدتُ الا أكون قد نسيتَ شيئاً...وما لبثتُ الوصول الي أرض المطار أسرعت لاتاكد أني وصلت بالوقت المناسب ولكن قد كنتُ في عجقة من أمري و مازال هناك متسع من الوقت الطائرة قد تتأخر الي حداً ما...قررت أن أشغل نفسي بشيء حتي أقلل من حدة توتري ..قررت أن أذهب الي بوفيه المطار
أشتري حلوي للتسلية و بعدها أجلس بقاعة الانتظار لأنتظر قدوم الطائرة..


اشتريت كيس حلوي من بوفيه المطار وجلست انتظر موعد قيام الطائرة, وبدأت أقرا في كتاب كان معي و أأكل من كيس الحلوى الذي كان بجانبي, والتفت فلاحظت أن المرأة التي كانت تجلس بجانبي تأكل من الحلوى التي في الكيس قلتُ ببالي لا يهم أنه مجرد كيس حلوي, عاودت القرأه ويا للدهشة كلما مددتُ يدي لأكل من كيس الحلوى اجد أن المرأة التي بجانبي تمد يدها وتأكل من الكيس دون استئذان أو كلمة شكر ،كظمت غيظي وأمسكت نفسي ولم أوجه لها أية كلمة ...
واستمر الحال هكذا حتى بقي في الكيس قطعة واحده .... انتظرت ... مدت المرأة يدها وأخذت القطعة الوحيدة الباقية وقسمتها نصفين وأعطتني نصف وأخذت هي النصف الأخر ... يا للبرود ... حتى القطعة الأخيرة لم تشأ أن تحرم نفسها منها يا للبرود ... !!!


ركبت الطائرة وجلست أفكر فيما حدث وهذه المرأة الغريبة وتصرفها الغريب وجراتها المتناهية ..
ومددت يدي في حقيبتي مرة أخري لاخرج الجريدة لأقرأ فيها ... ولشدة الدهشة أمسكت يدي بكيس الحلوى ... الذي اشتريته مازال في الحقيبة !!!
إذن لم يكن ما أكلت منه إلا كيس هذه المرأة التي كانت تجلس بجانبي وتأكل - دون استئذان أقصد الذي كنت أكل منه دون استئذان ولم توجه لي هذه المرأة أي كلمة لوم أو عتاب حتى القطعة الأخيرة اقتسمتها معي ...

كم كنتُ حمقاء وظننتُ أنها من تطاولت علي حلواي ..وكم كانت هي كريمة ولم تنبسُ بلفظٍ قط ولم تكظم وجهها بل كانت بشوشة مرحة معي تتبتسمُ لي كلما تناولت من كيسها....


************************************************** **********

كثيرا ما نلوم الآخرين ونكون نحن من يستحق أن يلام, وكثيرا ما نظن السوء في الآخرين وننظر لهم بنظرة اللوم والعتاب ونكون نحن من يستحقها ........