قيل صديقك من صدقك وليس من صادقك ..
الاصدقاء يختلفون كما تختلف اصابع اليدين فمنهم من ينير حياتك ومنهم من يسودها او يكاد يطفيها !!
صديق يرمــمـك ... ينتشلك من ضياعك ويأتي بك إلى الحياة يمنحك شهادة ميلاد جديدة وقلبا جديدا ودما جديدا وكأنه .. يلدك مرة أخرى !!
وصديق يهدمك ... يهد بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة يشعل النيران في حياتك ويعيث الخراب في أعماقك ويدمر كل الأشياء فيك !!
وصديق يخدعك ... يمارس دور الذئب في حياتك يبتسم في وجهك يخفي مخالبه عنك يثني عليك في حضورك ويأكل لحمك ميتا إذا ما غبت ..
وصديق يخذلك... يتعامل معك بسلبية يمارس دور المتفرج عليك يتجاهل ضياعك ويسد أذنيه أمام صرخاتك حين يحتاجك يسعى إليك بشتى الطرق .. وحين تحتاجه يتبخر كفقاعات الماء ..
وصديق يخدرك ... يسيطر عليك يحركك بإرادته يحصي عليك أنفاسك يتفنن في تمزيقك فلا تشعر بطعناته ولا تصحو من غفوتك إلا بعد فوات الأوان ..
وصديق يستغلك ... يحولك إلى فريسة سهلة يجيد رسم ملامح البؤس على وجهه يمد لك يده بلا حاجة ويتفنن في سرد الحكايات الكاذبة عليك يمنح نفسه دور البطولة في المعاناة ويرشحك لدور الغبي بجدارة ..
وصديق يحسدك ... يمد عينيه إلى ما تملك ويتمنى زوال نعمتك ويحصي عليك ضحكاتك ويسهر يعد افراحك ويمتلئ قلبه بالحقد كلما التقاك ولا يتوقف عن المقارنة بينك وبينه .. فيحترق .. ويحرقك بحسده ..
وصديق يقتلك ... يبث سمومه فيك يقودك إلى مدن الضياع يجردك من إنسانيتك ويزين لك الهاوية ويجردك إلى طريق الندم ويقذف بك حيث لا عودة .. ولا رجوع ..
وصديق يسترك ... يشعرك وجوده بالأمان يمد لك ذراعيه يفتح لك قلبه ويجوع كي يطعمك ويظمأ كي يسقيك ويقتطع من نفسه كي يغطيك ..
وصديق يسعدك ... يشعرك وجوده بالراحة يستقبلك بإبتسامة ويصافحك بمرح يجمع تبعثرك ويرمم إنكسارك ويشتري لك لحظات الفرح ويسعى جاهدا إلى إختراع سعادتك ..
وصديق يتعسك ... يبيعك التعاسة بلا ثمن ويقدم لك الحزن بلا مقدمات تفوح منه رائحة الهم فلا تسمع منه سوى الآه ولا ترى منه سوى الدموع يتقل إليك عدوى الألم وتصيبك رؤيته بالحزن ..
فمن اي نوع هو صديقك ؟؟