لماذا يا صديقي ؟؟؟
عشت وحيداً في هذه الدنيا ... أتعارك مع أيامها ... وأتصارع مع مشاكلها ...
ثارتا تغلبني وتسقيني مر كأسها ... وأخرى أغلبها وأشرب حتى الثمالة من عبيق انتصار عليها ...
أنام وأفكر في الماضي كيف عشته ؟
وأحاول أن أرسم طريق للمستقبل وكيف سأعيشه ؟
كيف سأستطيع أن أكمل وحدي ؟
وقد أضناني التعب من طول الطريق ...
فأرفع يدي بالدعاء لخالقي _ أعني يا رب _
وذات يوم !!!
وأنا جالس لوحدي كالعادة إذ بشخص يأخذ بيدي ...
يحدثني عندما تشغل الدنيا الجميع عني ...
ويسمعني عندما يصم الجميع أدانهم عني ...
يساعدني حينما أحتاج إليه ...
دخل حياتي دون سابق إنذار ...
وأنا لم أستطع أن أمنعه بل لم أحاول حتى فعل ذلك .
ربما لأنني في أمس الحاجة إلى وجوده !!!
وربما لإحساسي بأن الله سبحانه وتعالى قد استجاب دعائي !
فأرسل لي من البشر من سيكون لي خير صديق .
وعلى نوائب الدهر خير معين .
مرت الأيام والشهور والسنين .
وعلاقتي به تزداد يوم بعد يوم .
حتى أصبح أغلى عندي من نفسي .
وأقرب إليّ من الدماء التي تجري في عروقي .
وأغلى عليا من روحي .
أصبحت الأرض وكأنها ليست الأرض التي كنت أعيش عليها ...
والهواء وكأنه ليس الهواء الذي كنت أتنفسه من قبل ...
حتى السماء بدت لي وكأنها ليست السماء التي كنت أراها سابقاً ...
فإن كل الوجود يصبح له طعم أخر ...
عندما تعلم أن هناك شخص يهمه أمرك .
يفرح لفرحك .
ويحزن لحزنك .
ينتظر نجاحك في هذه الحياة بكل حب ولهفة .
وشوق .
وعندما تنجح تتمنى لو أن لك جناحين كي تطير إليه لأخباره .
لعلمك بأن فرحه سيكون أضعاف فرحك .
وأن سعادتك لا تضاهي شيء أمام سعادته .
وذات يوم وأنا جالس وحدي كالعادة !
ولكنني انتظر قدومه بفارغ الصبر بعد غياب طويل .
وقلق وخوف عليه لأنني لم أكن اعلم سبب غيابه .
إذ بطعنة مؤلمة حد الموت تخترق ظهري .
استجمعت قواي وقاومت الألم واستدرت .
ويا ليتني ما استطعت أن أستدير .
لأنني لم أعد أحس بألم الطعنة ، فما رأيت كان أكثر ألماً .
وعندها شُل لساني ولم أستطع أن أنطق بغير _ لماذا يا صديقي _ ؟؟؟؟؟؟؟